وادي العربيين، أخدود هائل وعميق في خاصرة هضبة جبال الحجر الشرقي بعمان، يبعد 3 كيلومترات عن ولاية قريات، ويتميز بثراء التفاصيل والمنحدرات، والسفوح الصخرية، فيما تلتوي الطرق المؤدية اليه بشكل افعواني وتتوغل لتصل الى كف الأخدود الذي يشكله الوادي.
ويتكون الوادي من خمس قرى، تتوزع على ضفتيه، وهي (السيح)، وتعد أكبر القرى مساحة، وسكانا، و(الحيل) و(البطحي) و(الصليفي)، وأخيرا قرية (الفرع) التي تقع في ذيل الوادي. وتشتهر هذه القرى بزراعة النخيل، والموز، والليمون، والمانجو، رغم صغر حجم مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بها.
ورغم صعوبة الطريق إلا أن السياح اعتادوا التوافد على قرى وادي العربيين، من داخل وخارج سلطنة عمان.
ويمتاز وادي العربيين بغزارة مياهه، رغم قلة الامطار، والجفاف الذي تعيشه السلطنة منذ سنوات، ويؤكد الأهالي غزارة المياه، وجريان السيول طيلة السنوات الماضية، ما جعل اشجاره مثمرة، بأنواع مختلفة من الفواكه.
ويعد أهالي القرى المجاورة لولاية صور، وبني بوحسن الوادي مكاناً ملائماً للصيد منذ قديم الزمان، وكانوا يقصدونه على ظهور الجمال، لقضاء شهور الصيف، ولا يزال أهل الوادي يتذكرون هذه الصلة الحميمة، بين واديهم وهذه المناطق.
وتتميز بلدة وادي العربيين بطبيعة خلابة وتشكل بحيرة تغذي جميع الافلاج التي تروي مزارع وبساتين الوادي كما انها تشتهر بزراعة النخيل ذات الجودة العالية كالبرني والنعال، وغيرها، ونظرا لطبيعة الجو فيها فإن أول القيظ يبدأ في هذه البلدة.
ويمارس أهالي البلدة، مختلف المهن التقليدية من بينها الزراعة، وصناعة الحصر العمانية، التي تنسج من شجرة (الخشت) التي تنمو بكثافة على ضفتي الوادي. وتعد بلدة سوقة من القرى الجبلية حيث تحيط بها الجبال الشاهقة، من جميع الجهات وتستهوي السياح العاشقين لتسلق الجبال، وذلك عبر طريق حباسة المؤدي اليها، وهو ممر جبلي يربطها بوادي العربيين، حيث يتم اجتيازه سيرا على الاقدام، بتسلق الجبل عن طريق سبعة حبال، وضعت لهذا الخصوص، حتى الوصول الى القمة، والنزول الى سوقه التي تشتهر بزراعة النخيل، وبها فلج، وحديثا شق طريق لها عبر سلسلة من الجبال يمر ببلدة اسماعية.
وفي أقصى الجنوب الشرقي وعلى الشريط الساحلي، تقع قرى فنس، وضباب، وبمة، وعمق التي تمتاز بمناظرها الخلابة، وشواطئها الرملية، والجبلية، ومنها رأس الشجر، والمكلا، ذو الرمال الفضية، وتكثر الظباء والغزلان في فلاة تلك القرى، وهناك حفرة عميقة على شكل دائرة، بعيدة عن البحر، يقال انها تكونت منذ قديم الزمان، بسبب سقوط نجم من السماء، حسب اعتقاد الأهالي.
ويقال ان فنس، كانت قديماً تسمى فلس، ثم حرفت الى فنس، أما ضباب فسميت بهذا الاسم لضيق مساحتها بين البحر والوادي، فقد تكاثف الضباب في أجوائها، وعرفت بنخيلها، وأفلاجها، وفيها مساجد قديمة، اضافة الى الكهوف، ومن بينها كهف الكف، وكهف السوفة.
وتكثر التجاويف الصخرية والكهوف، على قمم الجبال المطلة، ويعتبر كهف مجلس الجن من الكهوف العظيمة والنادرة التي تم اكتشافها عام 1983.. كانت لنا جولة إلى هذا الوادي وحاولنا إلتقاط ما رأته أعيننا من جمال ولو أن الجمال يفوق بكثير ما ألتقطته عدساتنا .
الطريق إلى المنطقة :
من مسقط إلى ولاية قريات الطريق معبدة وتلاحظ وجود العديد من الجبال الصغيرة على جوانب الطريق والتي يعطي بعضها إنعكاس رائع أثناء الشروق والغروب. عند الوصول إلى قريات إتجهنا شرقا (طريق مسقط - صور) والذي يحملك إلى مدينة صور الساحلية الرائعة في طريق ساحلي يطل على العديد من المدن (وجهتنا ليست صور , وليست ببعيدة عن قريات). عند سلوكك الطريق لمسافة تصل إلى 30 كيلومتر أو أكثر بقليل ستجد قرية "ضباب" على جهة الساحل ومدخل وادي العربيين مقابل هذه القرية الساحلية من جهة الجبال . بعد دخول الوادي بين الجبلين قمنا بالقيادة لمسافة 14 كيلومتر تقريباً وبعدها بدأنا بمشاهدة القرى والوادي . وإذا كنت من محبي المشي في الأودية والمغامرة , فبإمكانك أن تكمل طريقك بعد القرية لعدة كيلومترات صعودا في الوادي (مشياً على القدمين) . ستجد الفلج على يسارك وبإمكانك إتباعه إلى نهاية الوادي وستجد بعض البرك الأخرى , وبعض هواة المشي الجبلي يذهبون لهذه المناطق والتخييم فيها.